هل يموت الحب بعد الزواج ؟
يتزوج الكثيرون عن حب و لكن بعد مرور سنوات معدودة يبدو الأمر كما لو أن هذا الحب الكبير لا وجود له. فأين تذهب تلك المشاعر المتبادلة ؟ لماذا تختفي القاعدة الأساسية للحياة الأسرية؟ و هل يموت الحب فعلا بعد الزواج؟
مما لا شك فيه هو أن مشاعر الإنسان أمر معقد و مثلما تولد يوما ما بدون سبب فإنها من الممكن أن تختفي أو تتحول إلى مشاعر سلبية بدون سبب كذلك أو تبرير منطقي. حيث أن الأزواج لا يفهمون سبب اختفاء هذه المشاعر بل و أحيانا تظهر في مكانها مشاعر البغض و الكراهية التي تخيم على علاقة زوجية مهددة بالفشل. لكن بدون شك هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع بعضها متعلق بنفور الشخص من طباع الشخص الآخر و بعضها متعلق بالروتين و الملل الذي يخيم على العلاقة و بعضها بسبب تراكم الخلافات التي لا تحل في وقتها.
المزاجية والتسلط إذا كان يعاني احد الزوجين من مشكلة المزاجية، فإن هذه الصفة تسيطر عليه و لا تجعل لباقي المفاهيم معنى، فيتأثر بذلك الطرف الآخر و يموت الحب تدريجيا. بدون شك أن المزاجية سبب رئيسي في الفشل العاطفي لأن التقلبات التي تصيب أحد الطرفين بدون تبرير تجعل الحب يختفي لا إراديا مهما كانت العلاقة قوية. رغم محاولة الطرف الآخر تحمل مزاجية الزوج إلا أن على الشخص المزاجي أن يبذل جهده من اجل التخلص من هذا الطبع أو حتى تخفيفه.
الفراغ العاطفي إذا جاء هذا الزواج نتيجة لفراغ عاطفي أو لنسيان شخص آخر أو بهدف الانتقام، فغن الزواج مصيره الفشل بطبيعة الحال، و يعتقد الطرف الآخر أن الحب انتهى علما أنه لم يكن موجودا أساسا على الأقل من ناحية الشخص الذي يعاني الفراغ العاطفي. حيث أن هذا الأخير يلعب دورا كبيرا في إيهام صاحبه بأنه وجد الحب الذي يبحث عنه لكن يواجه الفشل في أول خلاف أو عند تغير ظروف العيش. لأن العلاقة بنيت فقط لسد حاجة أو للابتعاد عن الوحدة و الشعور بالأمان.
الملل والروتين الروتين يقتل كل شيء بما في ذلك الحب. حتى و عن كنت تحب شريك فلا بد أن تضفي على حياتك نوعا من التجدد. فإذا لم تكن حياتك مفعمة بالحيوية فإن الروتين يهيمن عليها و يقضي على المشاعر تدريجيا، فيستغني كل طرف عن الآخر و يبدأ في البحث عن علاقة جديدة من أجل كسر الروتين و الشعور بالثقة. ابحثي عن الأفكار الجديدة لتجددي حياتك و حياة شريكك أو خذي إجازة عائلية و سافري و غيري الروتين اليومي.