نصائح لاتخاذ قرار العودة للعمل بعد الولادة
تعتقد بعض السيدات أن الوضع الذي يحسم قرارها في العودة للعمل أو البقاء في المنزل مع المولود الجديد هو الوضع المادي. و لكن هذا ليس صحيحا. فهناك عوامل أخرى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأن القرار يعتبر مصيري وله آثار على مستقبل المرأة و هويتها الذاتية.
الوضع المادي صحيح أن الحالة المادية لها دور أساسي في تحديد قرارك. فبعض الأسر تعيش رفاهية القرار بمعنى أن المدخول لديها يكفيها لكي تقرر ما إن كانت تريد العودة أو الجلوس في البيت. في حين أن بعض الأسر تضطرهم تكاليف الأطفال المالية إلى العودة للعمل. و لكن ليست الحالة المادية هي فقط ما يؤثر في قرار العودة للعمل فهناك عدة عوامل أخرى مؤثرة بشكل كبير.
عادت جميع زميلاتي إلى العمل وأشعر أن علي القيام بالأمر نفسه المجتمع العربي الآن أصبح يدفع المرأة إلى العودة إلى العمل، و لا يقدر الأمهات اللواتي يفضلن البقاء في المنزل حسب رغبتها. فيرى البعض مسألة الاعتناء بالمنزل و الأسرة بفوقية، رغم انه يعتبر عملا شاقا أكثر من باقي الأعمال التي غالبيتها تكون في المكاتب، أضف إلى ذلك غياب الترقيات و التقدير المالي لهذا العمل. و لذلك فإن فكرة العودة للعمل تكون خيارا جذابا، حيث أن نصف الأمهات يعدن للعمل بمجرد بلوغ الطفل عامه الأول.
لدي قناعاتي الخاصة التي لا يمكنني تجاهلها و في غالبا الأحيان تعتمد المرأة في اتخاذ قراراتها على تجاربها الخاصة أو تجارب صديقاتها التي تثق بهن. فعندما نفكر في قرار العمل و العودة إليه نتذكر طفولتنا الشخصية. لذلك لا ترغب المرأة في التنازل للحد الذي تترك فيه العمل أو تتحمل مسؤولية العمل و متابعة الأسرة أيضا. و أحيانا نفضل أن نعود لتكرار تجربة البقاء مع الأسرة من جديد.
عملي يتناسب حقاً مع الأسرة هناك بعض الأعمال التي توفر إمكانية تحول بعض الأعمال إلى عروض وظائف مرنة في حين يكون هذا الأمر صعبا بالنسبة لوظائف أخرى. إذا كنت تعملين في وظيفة أو مؤسسة صارمة في موضوع الساعات الإضافية و الاجتماعات الصباحية المبكرة، فكوني متأكدة أنه من الصعب أن تعملي مع فريق دون أن يشعر بالاستياء منك في حالة غادرت في وقت مبكر لاصطحاب أطفالك.
أفضّل ألا أعتمد على زوجي مادياً من جهة أخرى هناك بعض السيدات اللواتي لا يفضلن الاعتماد ماديا على الزوج. و يرغبن بالإحساس دائما بأن لديهن استقلالية مادية قد يحتجن إليها يوما ما. هذه الحالة غالبا تطغى إذا ما تذكرنا معدل الطلاق و الانفصال الذي يتزايد في السنوات الأخيرة.