كيف تؤثر القصة في تربية وتحسين سلوك الطفل ؟
مهما مرت الأيام لن ننسى أبدا عبارةكان ياما كان، في قديم الزمان ، و لا يحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة و أزكى السلامتلك العبارة التي كانت مقدمة لكل القصص التي كانت تصافح أسماعنا و كان مصدرها صوت الأم الحنون أو الجدة الطيبة أو الأب العطوف، كان كل واحد منهم يدافع تعب اليوم الطويل من اجل أن يعطينا ولو القليل قبل أن ننام. و كان عنوان كل هذه القصص أن الخير لابد أن ينتصر في نهاية على الشر و هي أسمى معلومة حفرت في عقولنا الصغيرة.
ما أهمية القصة في ميدان التربية؟ و ما زالت القصة أو الحدوتة هي بداية و مقدمة ميدان التربية و التعليم، و مازالت تعتبر الأقوى و الأكثر تأثيرا في الأطفال. و لعل الدليل على ذلك هو استعمال القرآن الكريم للأسلوب القصصي و أحاديث الأنبياء، ذلك بأن القصة هي من أبلغ الوسائل لتوثيق الفكرة، و الوصول إلى المبتغى التربوي، نظرا لأنها تناسب بسردها و تشويقها في العرض عقول الصغار قبل الكبار، كما أن اقترانها بالزمان أو المكان يجعلان الذهب يتجه لاتجاه واحد في الأحداث.
كيف تؤثر القصة (الحدوتة) في نفس وعقل الطفل؟ يمكن من خلال السرد القصصي المرفق بالأداء الدرامي أو الأصوات و الحركات إثارة حيوية الطفل و تشويقه لمعرفة الأحداث البعيدة عنه من حيث الزمان و المكان، و نستطيع بذلك تحويلها إلى طريقة لزرع الأفكار و المبادئ و وسيلة لنقد السلوكيات و التصرفات السيئة أو الشريرة.
أثر القصة التربوي في نفوس الأبناء بطريقين تؤثر القصة في نفوس الأطفال بطريقتين الأول بأنها تمنحه المشاركة الوجدانية من خلال أبطال القصة الذين يعيشون معهم مشاعرهم و انفعالاتهم فيفرحون لفرحهم و يحزنون لحزنهم كما لو كانت أحداث القصة آنية. و الطريقة الثانية هو أن الطفل يتأثر بما يسمع بدون إرادة، فهو عندما يسمع القصة يتقمص دور الشخص في القصة و يظل يقارن بينهم و بينه خفية، فلو كانوا أبطالا تخيل أن يكون مثلهم و يقوم بأفعالهم المتميزة. و إن كانوا في موقف لا يحسدون عليه فإنه يحمد لنفسه أنه ليس في القصة.
و هذا التأثير المزدوج يجعل لقصة تؤثر بطريقة توجيهية و يرتفع معها بقدر أسلوب الراوي و أدائه البليغ و المؤثر، كما تمنح القصة للطفل تعدد الفهم، و تقدم لهم مجالا واسعا من الاستنتاج و الاستخلاص، لذلك من الأفضل بعد السرد أن يحاول المربي أن يتناول الأساليب السلوكية الخيرة و السيئة المشابهة للقصة و لكن في الواقع الذي يعيشه الطفل ليوصل له فكرة و قيمة عالية أو فضيلة يتعلمها.
ما فائدة القصة قبل النوم بالضبط؟ إن إلقاء حدوتة على مسامع الطفل قبل النوم له دور مهم، لأن الأحداث تختمر في تلك الفترة في عقله و تعلق في مركز الذاكرة في المخ خلال النوم فلا ينساها بسهولة، و هي طريقة مثمرة في التربية و التعليم.