التخطي إلى المحتوى الرئيسي
  1. منوعات/

ما هو وسواس النظافة ؟

/bigstock-young-woman-cleaning-kitchen-56838374-c-r_928681269841575912.jpg

من الصحي و الطبيعي أن يغسل الفرد يديه قبل الأكل و بعده و لكن المشكلة تكون عندما تفعل ذلك لعدة مرات، أو أن تبالغ في الاستحمام و غسل الصحون و الكؤوس، و ربما تفكر في غسل الهواء قبل أن تتنفسه أو تغسلي الصابونة قبل استعمالها، و هذه التصرفات ليست مجرد ترهات و لكنها موجودة فعلا، و الأخطر من هذا أن المبالغة في النظافة تقضي على البكتيريا النافعة في الجسم التي تحمي الجهاز المناعي، كما تحرم الشخص من الفيتامينات الطبيعية، و هذا دليل على بداية ما يسمى الوسواس القهري الذي يعاني منه حوالي 64 مليون شخص في العالم، كما يحرمهم من الاستمتاع بحياتهم كما يعرقل لهم حياتهم و الاستمتاع بها.

الخوف من الآخرين يفرق الأسرة تقول الدكتورة سوزان أبورية أستاذة علم الاجتماع أن الأشخاص الذين يعانون من الوسواس الغذائي و الصحي هم أشخاص مرضى نفسيين، حيث يتمكن خوف التلوث من السيطرة عليهم، و بالتالي يظهرون هذه التصرفات و السلوكيات التي تعتبر ترجمة للخوف و تجعلهم غير مقبولين اجتماعيا، فطبيعي أنك لن توجه الدعوة إلى سيدة للعشاء و هي تأتي في كل زيارة و معها شوكتها و ملعقتها الخاصة للأكل، و لا يوجد حسب الدكتورة أحد يمكنه أن يتعامل بسهولة مع هذا النموذج الغير طبيعي.

1477514022037305200

تأثير مرضى الوسواس القهري على المجتمع إن المشكلة أكبر من مجرد خوف ينتاب فردا فهذه النماذج تؤثر نفسيا و حتى صحيا على الأشخاص من حولها، حتى أنه يغيب الترابط الأسري و العلاقات الاجتماعية بسبب هذه التصرفات الغريبة، و هو ما يؤثر كذلك سلبا على كل أفراد الأسرة حيث أن الأم التي تعاني من الوسواس القهري تتسبب في إصابة أبنائها بالأمراض المتكررة حيث تحرص كثيرا على عدم التلوث مما يحرم أطفالها من المناعة الطبيعية، كما أنهم يعانون من التوتر العصبي الذي تنشره في منزلها، لأنها تعاني من العصبية مع نفسها، بسبب محاربتها الوهمية للبكتيريا.

علاقة الأم بأولادها تتأثر تتأثر علاقة الأم بأولادها بأشكال مختلفة، إلى درجة انه من الممكن أن يخجل الأطفال من أمهم، فلا يحبون مرافقتها إلى المطعم أو دعوة العشاء لعلمهم بأنها سوف تسبب لهم الإحراج بسبب وسواسها. أما الأخطر من هذا هو أن يقتنع الأبناء بمنطق أمهم فيعيشون حالتها الكاملة من الوسواس بعيدا عن المجتمع كأنهم من كوكب آخر.