كيف نعاقب أبنائنا؟
إن العقاب هو آخر وسيلة يلجأ إليها الأهل لتقويم سلوك الطفل, وعلى الأهل أن يستخدموا الوسائل الأخرى أولا قبل اللجوء إلى العقاب, فيمكنك كأم استخدام وسائل التعزيز الإيجابي أو السلبي, أو النقاش والتحاور, أو النظرة الحادة والكلام الحاد الموجه.
ولكننا سنتحدث اليوم عن الطفل الذي لا يستجيب للوسائل الأخرى, فتضطر الأم أو الأب إلى استخدام العقاب دون الإحساس بالذنب, ويجب الاتفاق بين الوالدين على نوع العقاب، ويجب أن يكون العقاب غير مؤذي للطفل بدنيا وجسديا أو نفسيا عن طريق تحقيره وخاصة أمام الناس.
** فيجب علينا إتباع هذه القواعد:-**
- قبل العقاب: يجب عليك أن تتحدثي مع الطفل أو تجعلي أحد المقريبن من الطفل في العائلة أو المدرسة الذين يتأثر الطفل بكلامهم يتحدث معه, قبل تنفيذ العقوبة يجب عليك التحذير من العقاب ثم تنفيذ العقاب, ولا تهددي الطفل فقط دون القيام بالعقاب فلابد أن تطابقي بين ما تقولين وما تفعلين.
- بعد العقاب:- عليك شرح وتوضيح للطفل لماذا عوقب وما السلوك الذي أغضبك منه، وعليه ألا يكرر هذا الفعل مرة أخرى, واتركيه يهدأ قليلا حتى يستوعب ما فعله ولماذا عوقب، ثم يمكنك أن تصالحيه بأي شئ يحبه واجعليه يعدك بعدم تكرار فعلته.
واعلمي أيتها الأم أن التربية السليمة تحتاج إلى الجدية والحزم والالتزام بالقواعد مع الحنان والطيبة والحب والأمان, حتى ينشأ الطفل على الطاعة لا العصيان مع فهمه للأوامر والاستقلال والاستجابة السريعة للتدريب والتعبير عن نفسه وفهم الصواب والخطأ.
وعليك فهم أن الطفل يجب أن يتقبل كلمة لا وأن ليست جميع رغباته مجابة، ويجب عليه أن يفهم رغبات وحقوق الآخرين, وأن يستوعب ذلك حتى لا يلجأ إلى التشاجر والعنف مع الآخرين ونلجأ إلى العقاب في نهاية الأمر.
إن أي نظام تربوي تضعيه لطفلك يجب أن يقتنع به الطفل وأن ينفذه بقناعة راسخة ،وأن يكون مناسب للمرحلة العمرية للطفل، حتى يسهل تطبيقه وإن أفضل مرحلة للتدريب هي من السنة الأولى والتطبيق الفعلي من سن الثالثة.
ولا تبالغي في وضع النظام وتضيقي الخناق على طفلك، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية من نفور الطفل عن إتباع الأوامر وعدم احترامه للقواعد والعادات، وهو ما تكرهه الأم ويؤدي في نهاية المطاف إلى العقاب.